صورتي
حُبٌّ و وهْمٌ وشيءٌ لستُ أُدْرِكُه *** ورغبة من صميم الآه أُخفيها

الأربعاء، 9 مارس 2011

مزار الأسى







فِدىً لعينكِ ذا العاني وما كتبا
إني أُحبكِ إن تستوضحي السببا
إني عزفت لحون الآه من وجعٍ
يا ويحَ قلبي إذا ما قلتِ (زِدْ طربا )!

أراقكِ الدمعُ مسفوحا بلا جُرُمٍ
فوق الحروف فصاح الشعر وانتحبا
مددتُ كفَّ القوافي كي تصافحكم
فعادتِ الكف تشكو الهجر والوصبا

يا ناهد الحُسنِ بعض الصدِّ مَهْلَكةٌ
فلا تبوئي بموتي وارفعي الحُجُبا
ما ضرَّ حرفك إن أحنى بمقوله
على شريد الهوى قد عاش مغتربا

إذا سكبتِ قداح النأي فاتنتي
فإن دمعي على ذكراكِ قد سُكبا
ودار ساقي الأسى في كفه وجعي
نَخْبٌ من الوهم في الوجدانِ قد شُربا


إني أُعاقِرُ - لو تدرين – أُمنيةً
أفنيتُ سَعديَ في تحقيقها طلبا
أدمنتُ شجويَ حتى ساءني حدسي
فجُلُّ ما أبتغي قد ضاع أو هربا


إني أتيتُ بنزفِ الوجدِ معترفا
أني غُلِبتُ وأنتِ اليومَ من غَلبا
هذا هو الحب قد أعلاكِ آسرتي
وخلَّفَ العاشق المسرور مكتئبا

حتى انزوى في انعزالٍ لا يؤانسه
إلاكِ طيف وهذا الطيف ما رغِبا !
أهديتكِ الوردَ في قلبي خمائله=
سقيتها من معينِ الود ما عذُبا=

فما التفتِ فمال الزهرُ من كمدٍ
ذوى من القهر لم يستكملِ الأربا
يا نجمة الأُنسِ كم أدعوكِ ملهمتي
وكم لوصلكِ هذا القلب قد وجبا

حتَّام أنحرُ ألفاظي بساحتكم
قربانَ ودٍّ ومنكِ الحرف ما اقتربا
حتَّام أضحكُ والأيامُ عابسةٌ
ونهر شوقك - إن ما كان - قد نضبا
ُغرِّدُ الحسَّ ألحانا مفتَّحةً
يُجيبُ منكِ نذيرُ البعدِ إذ نعبا
ماذا أقولُ إذا ما هدَّني ألمي
قلبي المُعنَّى بكفِّ الغيد قد لُعِبا

أستودعُ الجرحَ في عينيكِ مدفنه
ومن حروفكِ شاد الضيمُ لي نُصُبا
إني مزار الأسى تبكين رؤيتَه
فوق السطور يبث السِرَّ والرَّهبا

فأغلقي دفتر الأحزانِ قاتلتي
ولتحرقيه كما أحرقتِ من كتبا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق