صورتي
حُبٌّ و وهْمٌ وشيءٌ لستُ أُدْرِكُه *** ورغبة من صميم الآه أُخفيها

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

عبق من الماضي ..



قالت : لماذا اخترت الصمت ..ولم يعد حرفك يكتبني ..هل تنَكرت حبي ؟ فقلت :
البدايات نكتبها والنهايات تكتبنا ..
كان لقاؤنا لحظة سرقناها من عمر الزمن .. فجاء كسحابة أمطرت في يوم حار على أرض أنهكها العطش ..
كنتِ أنتِ وكنتُ أنا ..
نعم أحبك ..رغم الوقت الذي يرفض أن ألقاك ..

أحبك رغم الصمت الذي يكسو الحرف ,والضجر الذي يملأ القلب .
نعم أحبك ..وفيك كتبت أجمل الكلمات ..ومنحتك عطر الذكريات ..
نعم أحبك ومعك بدأت رحلة أشواق لم تنته بعد ..
وما يدريك ربما كنت إنسانا قابل الشوقَ بالصمتِ وفي داخله كل الأصوات والأنغام والعويل..

حين التقيتك غنَّى كلُ شيءٍ وغرقتُ في بحرِ الحب ..عندها نسيتُ أن الحبَّ يولدُ مخنوقاً في زمن اللا حب ..ويعيش مشوها ويموت بحزام ناسف ..
والفرح والحزن ,الانتصارات والهزائم ’الآمال والخيبات نحن لا نختارها بل هي تختارنا وتعشش فينا
وأنا غريب -يا أنتِ- أصادق غرباء مثلي ..مشتت في وطن يسلب أبناءه كل شيء ويمنحهم بطاقة اللاشيء
وطن قلَب لنا الأدوار فغدت الأشياء معه تبدأ كما تنتهي ..
لا وقت يرجع كي نعود وتثرثر حروفنا , وتعطينا وعداً كاذباً أنَّا انتصرنا على عراقيل البين وأنا سنلتقي .

وعود مهشمة ووجوه متعبة .. فكيف يجد الحب مكانه ؟
كيف أختبر الاخلاص ..وأذوق متعة الوفاء بعد جوع إليه؟ ..كيف أُربي حباً وسط ألغام الكراهية ..؟
اعذريني يا أنتِ.. فقد تعلمت ..كيف أشد حبال اللغة صمتا ..
وأجعل الصمت حالةً لغوية أعيشها بمتعة كما عشت متعة البوح ..وأدير ظهري عن حرفي مهزوماً ..
وأحتاج وقتا لأخفي باللغة جرحي ..

كل يومٍ يولدُ حزنٌ جديد لتسكنني قبيلةٌ من الأحزان ..


فما ذنب ابتسامتك العذبة أن يغتالها حزني .. وأنتِ مسكونة بالأمل تشتهيك الأحلام ..
تغرد حولك الأطيار , وتعكس النجوم في عينك روح الحياة ..
دعيني ..وامتطي خيول الشوق ..لرحلة بلا نهاية ..
النهايات لا نكتبها نحن ..إنها تختار وقتها وتتدثر بالصمت
لا تقولي كنا وكنا .. ولكن قولي كيف انتهينا


bara1*

هناك 6 تعليقات:

  1. جميييييييييييييييييييييييييييل

    ردحذف
  2. مازلتُ ذلك المحتبي في حضرة شيخه الغائب ..
    كم كنتُ مريدا له إلى درجة التقليد ..!
    كنتُ أغبط نفسي عليه ..
    أطبقتِ الأيام بطوق البعد .. ولما يعلمني شيخي طُرق الوصول ..
    أفناني في حرفي نقطة نقطة ..
    وأغرقني في ألمي دمعة دمعة ..
    شيخي المهيب ..
    وردة أضعها على مقامك الذي خلفته بعدك ..
    أسقيها النداء ، وفيض الدعاء .. وشيئا من بكاء ..

    ردحذف
  3. سلي الجراح ..
    ففي كل طعنة ظن حرف يئن ..
    وفي كل وخزة فكر عقل يعتب وقلب يتعب ..
    سلي السطور ..
    أنفاسنا لازالت تحيى ، وحبرنا لازال نديا..
    إن ما ذرفناه لم يكن حرفا صامتا بل كان صياحا أسكناه رسوما ما درست رغم أطلال الذكرى ..
    سلي الآهات ..
    تنبعث من عميق الوجد فنكتمها لأنها تسلك طريقا ليس لها ؛ لأن مصيرها الخيال فيجب ألا تخرج للحقيقة مهما كلفنا الإنهاك ..
    سلي العطر ..
    أحمر كالعذاب ، شذي كالمنى ، مائل كالسعي  ، ما تعطر به لأنه لا رائحة للفقد سوى الأسى ..
    سلي الابتسامة ..
    نشأت في انتشاء اللقاء وعاشت في أطياف البقايا .. تحسسي افترارها عن ثغر الترحاب  الذي ضم شفتي الحرمان فطوى الورقة ، وكف القلم ، وأغمض الجمال عين الاكتحال للارتحال ..

    ردحذف
  4. قوافل السطور التي كانت موقرة بحروف متخمة بالأمل ، موشاة بخيوط الوصل ، مطعمة بفصوص الفرص ..
    لم تعد كحالها ..
    آبت منهوبة منكوبة ..
    تضيق الزوايا ولا تنفرج إلا قبالة حاجز يعي العين بلوغ مداه ..
    ذلك الطفل الذي كان يخالس النظر من شرفة تطل على مشتهاه قديما بات يُطرق لمجرد الذكرى !
    توزعته الخطوب .. ونأى عنه متنفسه ..

    ردحذف
  5. أخبرني عن ذلك المقهى الذي لازال يحتوي مسامراتنا ذات شوق ..

    حدثني لأحدثك عن سؤال يعانق الإجابة ..

    ماذا حل بأبي الحروف ؟ وكيف تجمعوا ليفتكوا به ؟!

    هل تلاشت اللاءات ورضخت لنعم تقال بالنفي ؟

    ذهب براء .. وأخذ جزءا من قلبي ولم يعد ..

    هنا تعبث رياح التذكر والتصحر هوجاء بأوراق تحاصرها صفرة الزمن ..

    موجعة هي الذكريات يا أخي ..
    فدعني أتوسد أوجاعي لعلها ترأف برأس مثقل من وعثاء العمر ..

    ردحذف
  6. يا حـادي الجـرحِ قد كلَّت بنا القــدمُ
    من مطلعِ الحلم كان الشجــو والألــمُ

    مطيتي بعض آمــــالٍ تعللنــي
    وصاحبي في اغتراب الروحِ ذا القلمُ

    أبيتُ أقطعُ قفر الوهـــمِ مرتحـلا
    حولي السرابُ وفي عيني بدا السأمُ

    والريحُ معولــةٌ والأرض موحـلةٌ
    قصف وعصف وجيش الصبر محتدمُ

    ورايتي في اعتـراكِ العمرِ خافقة
    حُسْن الرجاء وعنـد الله أحتكمُ

    شُرِّدتُ من موطنِ النعماء مرتَهنا
    لرحلة البؤسِ فيها القهر أقتسمُ

    أُنفى عن الحسِّ لا خلٌ أُحادثه
    وإنما الصمتُ والخيباتُ والسقمُ

    تصرَّمَ الوصلُ مذ بان الأُلى ومضوا
    وما رعوا خافقا في نأيهم ظلموا

    حتَّام أرحل في بيـداء ذكرهمُ
    وطيفُهم إن تراءى حـفَّه العدمُ

    دوارسٌ تلكمُ الأيامُ فارقــهــا
    أنسُ اللقاء وقلب للهنا نهِــمُ

    أسيرُ في مهمه الأحزانِ دامعة
    مني العيونُ ويهدي حيرتي الندمُ

    وكل آهٍ هـنـا كالحظِّ شــاخصــة
    يدور من حولها - في حسرة - حلمُ

    هذي الأمانيُّ ظمأى فـي تشوُّفِهــا
    والغيمُ إن أمطـرت كانت بها الحِممُ

    أصيحُ في مسمـعِ الدنيا ويا أسفي
    دنياي معرضة في أذنهـا صمــمُ

    حتى إذا هدَّني الترحالُ من وجعٍ
    لمحتُ دنياي للأبعادِ تبتـســمُ

    وأنكرتني وكم كافحتُ أقطعـــها
    وفي ظبا صارمي من هامها ثُلمُ

    روَّضتُها في سحيقِ العمـرِ أزمنةً
    والآن عدتُ وأبطالي لها خَـدَمُ !

    ردحذف