صورتي
حُبٌّ و وهْمٌ وشيءٌ لستُ أُدْرِكُه *** ورغبة من صميم الآه أُخفيها

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

كهولة الشباب !



كم عشتُ كهلاً في ثياب شبابي
مرَّ الزمانُ ولم يُرِعه خطابي

لا لستُ أعتبُ يا حياتي إنما
أروي وإن عزَّ الدواء مصابي

إني ولجتُ الحزنَ أحمل غمَّه
فذرفتُ هما فاستلـذ عذابي

إني تركتُ الماء طيشاً سائغاً
وهرعتُ أستجدي معين سرابي !

رغمَ الجفافِ فإنَّ دمعيَ هاطلٌ
وبه أُسطِّـرُ ما يضم كتابي

عجبي على قلب تمرَّسَ في العنا
أقصِرْ فإن الأُنـسَ للمتغـابي

هل بدَّدَ الدمـعُ المريرُ كآبةً
بل زادها بغـزارة التسكاب

الدمعُ أسـرارٌ تعذَّرَ بوحهـا
باتت تُذاعُ بدمعـيَ المنسابِ

شُرِّدتُ من روضٍ بهي عاطرٍ
نحوَ القفارِ الممعناتِ عذابي

ذنبي بأن الوهم عشتُ طيوفَه
ماذا أقول لحزنيَ المُتصابي ؟!

هيـا اعسفي دنيـاي إني مذنبٌ
ولتجرحـي كيما أنـال عقابي

كم صحتُ فيكِ ولم يعد حتى الصدى
جودي بأُنسٍ أو ببعـض رغـابي

شرَّدتني في ألفِ سـاحٍ للنوى
ناديتُ من فرط الأسى أصحابي

لم يُسعِفوا حتى هتافَ تذكُّـرٍ
هل كان شجوي غاية الإطراب

إني أراهم يُلجِمـونَ مسرَّتي
يتعاقرون مدامـة الأعصابِ

ماكنتمُ بِدعاً ولستُ مؤاخذاً
من لم يزِدْ بصنيعه استغرابي

هذا يكيد وذا يُحوِّرُ مقولـي
والبعض تاجَرَ في أسايَ يُرابي

دنياي ما أنتِ سوى أهزوجةٍ
رنَّمنتُها للناس والأحقـابِ

ودفنتُ ذاتيَ في غياهب شقوتي
أوصدتُ في وجه العنا أبوابي

مستكفيا وجعي لأقطع ما بقى
من عمريَ الآتي بلا أصحابي

شابت أحاسيسُ الوفاء وعنـدها
صيَّرتُ زهدي في الأنام خضابي !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق